السعي وراء المعرفة - رحلة مصطفى وأمل لتحقيق طموحهما التعليمي

نشرت يوم الخميس, 07 يوليه, 2022

مدة القراءة: 5 دقائق

عدد الكلمات: 746

ترجمة: وسام رجب

تواصل الحكومة المصرية تخطيطها نحو توسيع نطاق الوصول إلى التعليم العالي من خلال تخطيط البنية التحتية للجامعات العامة والخاصة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات في هذا المجال، حيث زاد الإنفاق العام لوزارة التعليم العالي بنسبة ١٦٠٪ خلال الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠٢١، وفي العام الماضي التحق أكثر من ٣٫٣٤ مليون طالب بمؤسسات التعليم العالي. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة الكبيرة والجهود الضخمة لا تعني بالضرورة تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم العالي.

 

ورغم المبادئ القائمة على الاستحقاق والجدارة، تذكرنا منى البرادعي بأن عدم المساواة في الوصول إلى التعليم العالي لا يزال مستمرا، ومتحيزًا ضد الشباب المصريين الأكثر فقرا، حيث تتمكن الأسر الميسورة من الاستثمار بمقدار أكبر في تعليم أبنائها، وبالتالي تتاح لهم فرص أكبر في سوق العمل. وفي ظل تداعيات الوضع الاجتماعي والاقتصادي للحصول على فرص التعليم العالي، تسلط مؤسسة ساويرس الضوء على أهمية تقديم منح دراسية لمعالجة هذه الفجوة.  

تتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمؤسسة ساويرس في تمكين وكلاء التغيير الذين يتمتعون بمقومات قيادية فعالة وأداءًا أكاديميًا استثنائيًا وشخصيات مؤثرة ومثابرة، لذا قدمت المؤسسة على مدى العقدين الماضيين العديد من الفرص للطلاب التي أظهرت إمكاناتها الهائلة في التأثير الإيجابي على المجتمع المصر. وهكذا، تم إطلاق "منحة ساويرس للتفوق" في عام ٢٠٢١ لدعم الطلاب من خريجي المدارس الثانوية وإتاحة الفرصة لهم لاستكمال تعليمهم العالي في الجامعات المصرية الرائدة. ومن الشروط الواجب توافرها في المتقدم أن يكون من خريجي المدارس الحكومية ويتم تفضيل المتقدمين من مستفيدي برنامج "تكافل وكرامة". تقدم للمنحة في العام الماضي، أكثر من ١٢٠٠ طالب وطالبة، حصل ٤٠ منهم على المنحة الدراسية، وحاليا هناك ٣٦ طالبًا وطالبة، ملتحقين بأفضل الجامعات المصرية الخاصة والحكومية والوطنية. وبفضل مثابرتهما وإصرارهما، حصل كل من مصطفى وأمل على هذه المنحة الدراسية، حيث كانا من أوائل المستفيدين من البرنامج.

أمل

 أمل صبحي طالبة في الثامنة عشرة من العمر، من محافظة دمياط، وملتحقة حاليًا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. كانت أمل قد حصلت على منحة لدراسة اللغة الإنجليزية واكتساب المهارات الحياتية من برنامج المنح الدراسية (Access Micro) والذي أتمته بنجاح وعلى أكمل وجه. وقعت أمل في حب اللغة الإنجليزية وأصرت على التقدم للبرنامج الذي يستخدم لغة التدريس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم تقدمت للحصول على إلى منحة ساويرس للتفوق من أجل توسيع آفاقها.

"أردت أن أشعر بأنني أكبر من قريتي هذه، أردت أن أرى وأن أعرف المزيد، وألا اكون مقيدة بالعقلية التقليدية. أحب المحاولة والمخاطرة وسوف أستفيد من هذه المحاولات حتى وإن فشلت. هكذا أفكر، وعلى أتم الاستعداد لخوض التجربة كاملة".

مصطفى

نشأ مصطفى محروس في قرية بمحافظة سوهاج، وكان يعمل في عدد من الحرف البسيطة، من نجار محلي إلى خباز في الفرن الذي في شارعه.  أكمل مصطفى تعليمه الثانوي، وقدم العديد من الخدمات المجتمعية وتعلم التسويق من خلال الانضمام إلى مشاريع ريادة الأعمال ومقاطع الفيديو والبرامج التعليمية عبر الإنترنت.  أثناء نشأته، تعلم مصطفى اللغة الإنجليزية من الأفلام أو عن طريق الترجمة العشوائية لبعض الكلمات، مما خلق أمامه عقبة كبيرة للوفاء بمتطلبات المنح الدراسية التي تشترط الحصول على شهادة إجادة اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من كلمات الإحباط التي سمعها من أصدقائه، تقدم مصطفى للمنحة مؤمنا أنه رغم الصعوبات التي قد تواجهه، إلا أن لا شيء مستحيلا.  وهو حاليا ملتحق ببرنامج إدارة الأعمال في الجامعة البريطانية في مصر.

 

بدأ كل من أمل ومصطفى فصولهما الدراسية في خريف ٢٠٢١ وشاركا معنا حماسهما ودوافعهما تجاه حياتهما الجامعية الجديدة، وكلاهما ممتنا للعلاقات التي نشأت مع الأقران والأساتذة، والتي يصفانها بأنها علاقات مفيدة وداعمة. لم تأت هذه الفرص دون بعض التحديات لكلا الطالبين. التحدي بالنسبة لمصطفى، كان التحول إلى الدراسة باللغة الإنجليزية، بينما بالنسبة لأمل كان الانتقال للعيش في القاهرة، المدينة الكبيرة التي تتناقض تماما مع قريتها الصغيرة، مما جعلها عُرضة لصدمة حضارية بسبب اختلاف ثقافات وخلفيات الأشخاص الذين تتعامل معهم الآن.

لدى أمل ومصطفى خطط ملهمة استطاعت منحة ساويرس للتفوق أن تجعلها أقرب للتنفيذ. كما انهما يكرسان نفسيهما لمساعدة المجتمع، وكلاهما يتطلعان إلى نقل المعرفة التي يكتسبانها للآخرين الذين قد لا تكون لديهم فرص مماثلة، من أجل رد الجميل وإفادة الناس بنفس الطريقة التي استفادا بها من المنحة الدراسية. وكلاهما أيضا يريدا التأكد من أن مجتمعاتهما على دراية بالمنح الدراسية وأن الطلاب في الظروف المماثلة يتم تشجيعهم على التقديم حتى لو كانوا يعتقدون أنهم غير مؤهلون.

"هناك الكثير من الطلاب لا يعرفون بوجود هذه المنح، وبعضهم يمكنهم فعل الكثير من خلالها لأنفسهم ولمصر." - مصطفى محروس (٢٠٢١).

سعادة أمل ومصطفى بالبرنامج وتطلعاتهما مشجعة وملهمة للكثيرين. ولأنهما يصفان هذه الفرصة على أنها فرصة لتمكينهما وتغيير حياتهما، لذا وجب على مؤسسة ساويرس متابعة مستقبل هؤلاء الطلاب والتأكد من أن كل استثمار يؤدي إلى الأثر الإيجابي المطلوب. ونظرًا لأن الأدلة على المنح الدراسية في مصر محدودة وفاعليتها لا تزال غير مؤكدة، فإن مؤسسة ساويرس حريصة على تقييم أثر برامج المنح الدراسية الحالية والمتنوعة، وبالتالي محاولة سد الفجوة الأكاديمية.

أضغط هنا لمعرفة المزيد عن منحة ساويرس للتفوق

المؤلف

باتريسيا سمان
باتريسيا هي مسؤول استراتيجيات في مؤسسة ساويرس وقد لعبت دورًا رئيسيًا في قيادة عملية تجميع المعلومات وتطوير الإستراتيجية الجديدة. باتريسيا حاصلة على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة إيراسموس في روتردام ولا تزال شغوفة بترجمة البحوث إلى سياسات لخدمة الشعب المصري بشكل أكثر كفاءة.